كنوز الرحمة

________________________________________
كن متسامحاَ ..

انقضى الربع الأول من العام ..
وجاءت اللحظة المناسبة للمراجعات ونقد الذات ..
مع الله .. مع النفس .. مع الناس !

سيلي الربع الأول الربع الثاني .. ثم الربع الثالث .. وبعدها ينتهي العام ويبدأ العام الجديد
هل سنكون كما نحن ..
أم سنكون جريئين مع أنفسنا ونحاسبها ..
وليست المحاسبة هي جلد الذات .. بقدر ما هي وسيلة لتقييم وتصحيح ومراجعات لها !

التسامح أحد معايير نقد الذات ..
التسامح خلق كريم .. يستحق بأن نثقل به صفحات أعمالنا ..
أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم صحابته ذات يوم بأنه سيدخل عليهم رجل من أهل الجنة .. وسبب ذلك ليس بسبب قيامه الليل وصومه للنهار .. وإنما لمبدأ التسامح الذي في قلبه .. فقد كان يسامح ويعفو كل ليلة عمن حوله من الناس !
النبي صلى الله عليه وسلم سامح وصفح من آذاه .. ولم تكن الأذية في أمـر بسيط وصغير !
فقد طرد وضرب عندما ذهب ليدعوا أهـل الطائف للإسلام .. وعندما عاد وفي الطريق أتاه ملك الجبال فقال له : إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين (جبلين) ، فقال عليه الصلاة والسلام {بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ، لَا يُشْـرِكُ بِهِ شَيْئًا}
يا الله .. ويا للعجب .. أرأيتم الكريم كيف يعلمنا التسامح !!
قال أحد المتسامحين :
سامحتك من غير علمك
فسامحني حتى لو لم تعرفني
سامحني حتى لو أنك تعتقد بأنه ليس هناك داع للتسامح
فقط سامحني
أريد منك الدعاء الخالص من القلب .. قل : اللهم أيما امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني، اللهم إني عفوت عنه اللهم فاعفوا ..
اللهم إني عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرج أن يعفو عبادك عني ..
اللهم أنت السميع العليم تعلم ما بي وما علي ..
اللهم إني أرجو نجاةً مما أنا فيه وأنت أرحم الراحمين ..

إخواني الكرام ..
مرت علينا أيام .. رأينا فيها الخصومات .. وقد أكلت نارها أطرافنا .. فلا نتركها لتأكل بقية أجسادنا
فلنعلن عن تسامحنا ونعفو ونصح .. ولنكن متسامحين

{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }