رابعا : فضائل التسمية بمحمد وأحمد
للإمام المحدث الحسين بن بكير
الفصل الأول : أحاديث بن بكير
مقدمة كتاب التسمية :
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
قال الشيخ الإمام المحدث العلامة أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير رحمه الله : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد قائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فهذا جزء لطيف أذكر فيه ما وقفت عليه من الآثار الواردة بالامر بالتسمى باسمه صلى الله عليه وسلم محمد أو أحمد رجاء بركات اسمه الشريف فأقول وبالله أستعين وهو حسبي ونعم المعين
رقم ( 1 ) :
حدثنا أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح ثنا جدي صدقة بن موسى الغنوي ثنا أبي ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوقف عبدان بين يدي الله فيأمر بهما إلى الجنة فيقولان ربنا بم استأهلنا دخول الجنة ولم نعمل عملا تجازينا به الجنة فيقول الله أدخلا عبدي فإني آليت على نفسي أن يدخل النار من اسمه أحمد ومحمد
رقم ( 2 ) :
أخبرنا أحمد بن محمد بن القاسم المصري ثنا أحمد بن محمد ابن إبراهيم ثنا محمد بن نصر المروزي ثنا على بن حجر ثنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن يحيى المقدام عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من ولد له أربعة أولاد فلم يسم أحدهم محمدا لم يدخل حب محمد قلبه
رقم ( 3 ) :
وحدثنا على بن أحمد بن محمد بن إسحاق البزار ثنا أبو عمر بن أبي بكر ثنا محمد بن حريث ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن نوح ثنا مطرف بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي الموالى عن أبيه عن ابن أبي مليكة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ماضر أحدكم أن يكون في بيته محمد ومحمدان وثلاثة
رقم ( 4 ) :
حدثنا يوسف بن علي بن الفقيه ثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن البغدادي ثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ثنا أبي ثنا على بن موسى العلوى ثنا أبي موسى بن جعفر عن أبيه عن جده محمد الباقر عن أبيه عن جده الحسين عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فأدخلوا مشورته إلا خير لهم فيها
رقم ( 5 ) :
حدثنا عبد الرحيم بن أحمد بن محمد ثنا أبو إياس أحمد بن محمد بن علي بتنيس ثنا عبد المؤمن بن خلف النسفى ثنا الفضل بن محمد ثنا محمد بن المصفى ثنا بقية عن أبي حفص الأحمر عن حفص بن عمر عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان في بيته ثلاثة أسماء أحمد ومحمد وعبد الله لم يصب ذلك البيت فقر
رقم ( 6 ) :
حدثنا أبو العباس جعفر بن محمد الخطيب ثنا زاهر بن أحمد السرخسى ثنا أبو الحسين الأشناني القاضي ثنا محمد بن أحمد بن شعيب القطان عن خالد عن جعفر بن عبد الله عن لبابة عن ابن عباس إذا كان يوم القيامة ينادى مناد من كان اسمه أحمد فليدخل الجنة بلا حساب لكرامة اسميه
رقم ( 7 ) :
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خلف الوراق ثنا إبراهيم بن محمد ابن محمد بن عبد الله المطوعى ثنا أبي ثنا عيسى بن محمد البرمكى ثنا على بن إسماعيل الخلقانى ثنا إبراهيم بن حيان الأوسى ثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سمى ولده باسمي حبا لي كان هو وولده معى في الجنة
رقم ( 8 ) :
وحدثنا جعفر بن محمد بن المعتز الأصمعى ثنا يعقوب بن إسحاق الإبزاري ثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن أحمد بن حفص الجزري عن أبي الطفيل عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمع قوم في مشورة معهم رجل اسمه محمد ولم يدخلوه في مشورتهم إلا لم يبارك لهم فيها
رقم ( 9 ) :
أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن العباس الشركسي أنبا أبو حامد أحمد بن خلف الليثى الحيكانى ثنا أبو عبد الله محمد بن شعيب الراشكى ثنا أبو علي أحمد بن محمد بن القاسم النسوي ثنا حميد بن زنجويه ثنا جعفر بن عون ثنا المعلى بن عرفان قال سمعت أبا جعفر محمد الباقر يقول أحب الأسماء إلى الله محمد وأصدقها عبد الله وأبغضها خالد
رقم ( 10 ) :
وبإسناده عن حميد بن زنجويه قال ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني محمد بن عبد الرحمن الجدعاني عن ابن جريج يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من كان له ذو بطن فأجمع أن يسميه محمدا رزقه الله غلاما وما كان اسم محمد في بيت إلا جعل الله في ذلك البيت بركة
رقم ( 11 ) :
أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن سعيد ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا العباس بن عزيز القطان ثنا محمد ابن يحيى ثنا يعلى بن عبيد عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمى المؤمن ولده محمدا كتب الله له عبادة سنة ورفع له ثلاثين درجة
رقم ( 12 ) :
حدثنا محمد بن إدريس بن محمد ثنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي ثنا محمد بن حبان ثنا محمد بن عبد الله الأنماطي ثنا نصر بن أبي الفتح الخراساني ثنا محمد بن عبد الله بن رزيق قال سمعت هشام بن عروة يقول دخلت على المنصور أمير المؤمنين فقال كم ولد لك يا هشام قلت محمد وفلان وفلان فقال لي كيف سميت ولدك محمدا وتركت الزبير وعروة قلت تبركا باسم النبي صلى الله عليه وسلم فقال ائت بموضع البركة والتكريم قال حدثنى أبي محمد بن علي قال سمعت أبي على يقول سمعت أبي عبد الله بن عباس يقول من كان له حمل فنوى أن يسميه محمدا أدخل إن شاء الله الجنة
رقم ( 13 ) :
أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن سعيد البخاري ثنا أبو نصر أحمد بن مسلم بن عبد الله البخاري ثنا أبو أحمد عبد الرحمن بن محمد ثنا أبو جعفر إسحاق بن أحمد ثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن المختار عن النضر بن حميد عن أبي إسحاق السبيعي عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله إليهم ملكا يقدسهم بالغداة والعشى
رقم ( 14 ) :
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفقيه ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد الدامغاني ثنا أبو الفضل بن أبي عبد الله ثنا محمد بن هانيء ثنا يحيى بن عبيد الله بن ملح ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا يعلى بن عبيد عن عمر بن عامر قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سمى المؤمن ولده محمدا ثم ناداه يا محمد أجابه حملة العرش لبيك يا ولي الله أبشر فإنك شريكنا في الأجر وأعطاه الله يوم القيامة ثواب حملة العرش
رقم ( 15 ) :
أخبرنا أبو الحسين بن محمد بن عبد الله السرخسى ثنا الحسين ابن أبي الحسن الخراساني ثنا إبراهيم بن عبد الله الزينبي ثنا محمد بن بشار قال سمعت محمد بن جعفر عن رجل يقول خرجت إلى السوق فاشتريت للمنزل حوائج فحملت على حمال فصرت إلى مسجد الأنصار فالتفت فلم أر الحمال فوقفت حتى بصرت به من بعيد فقلت يا حمال أسرع فأسرع حتى وصلنا فقلت ما اسمك قال محمد فقلت له ضع السلة ثم خرجت بها الى الحمال فقلت له اكتريتك بدانق فلك دانق ودانق منى كرامة للاسم محمد صلى الله عليه وسلم
رقم ( 16 ) :
وحدثنا أبو العباس محمد بن أحمد إملاء ثنا محمد بن محمد بن على المروزي ثنا يحيى بن محمد بن عبيد الله العمري حدثنى محمد بن أحمد بن الحكم السلمى ثنا محمد بن محمد بن عبد الله ثنا محمد بن بطة الواسطي ثنا على بن زياد الرضى ثنا هشيم عن يونس عن الحسن قال إن الله يوقف عبدا بين يديه يوم القيامة اسمه أحمد أو محمد فيقول الله عبدي أما استحييت منى وكنت تعصنى واسمك على اسم حبيبي محمد قال فينكس العبد رأسه ويقول جبريل مثل ذلك فيقول الله يا جبريل خل بين عبدي وحبيبي إني استحيى أن أعذب من الناس من كان اسمه على اسم حبيبي محمد
رقم ( 17 ) :
حدثنا أبو عبد الملك محمد بن أحمد بن يحيى الأقليشى ثنا أحمد بن سعيد ثنا عبد الرحمن بن أبي الليث ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عبدالله بن عثمان ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عمته عائشة عن أبيها سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هل امرأة من نسائكم حبلى قال رجل نعم يا رسول الله امرأتي حامل قال إذا رجعت إلى بيتك فضع يدك على بطن زوجتك وقل بسم الله اللهم إني اسميه محمدا فإنه يأتى به رجلا
رقم ( 18 ) :
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن صالح بن خلف ثنا إبراهيم بن محمد بن عبيد الله الرازي ثنا محمد بن أحمد بن مهدي الأهوازي ثنا علي بن أبي طاهر ثنا على بن ميمون ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عمر بن موسى عن القاسم عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ولد له ثلاثة ولم يسم أحدهم محمدا فقد جهل
رقم ( 19 ) :
حدثنا محمد بن زكريا السرخسى ثنا العباس بن الفضل بن قيس ثنا سعيد بن سليمان ثنا حكم بن عطية عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسمونهم محمدا ثم تشتمونهم
رقم ( 20 ) :
وحدثنا عبد الرحمن بن أحمد البخارى ثنا محمد بن على الخبائري ثنا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف ثنا الفضل بن محمد الأنطاكي ثنا محمد بن المصفى ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الملك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الفقر بيتا فيه اسمى
رقم ( 21 ) :
وحدثنا جعفر بن محمد الحافظ ثنا زاهر بن أحمد ثنا زهير بن محمد ثنا على بن عبد الحميد ثنا محمد بن إسماعيل القويطى ثنا عبد الملك ابن إبراهيم الجدي عن حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس أحد من أهل الجنة إلا وهو يدعى باسمه إلا آدم فإنه يدعى بأبي محمد
رقم ( 22 ) :
وحدثنا جعفر بن أحمد بن محمد بن إسماعيل ثنا خلف بن محمد ثنا عبيد الله بن أحمد ثنا قتيبة ثنا إبراهيم بن زكريا ثنا عبد الملك بن أبي عمرو ابن عنترة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ولد له ثلاثة فلم يسم أحدهم باسمى فقد جفانى
رقم ( 23 ):
حدثنا أبو يعقوب يوسف بن علي الفقيه ثنا أبو بكر بن شاذان ببغداد ثنا أبو القاسم الطائي ثنا أبي ثنا أبو الحسن الرضى عن موسى بن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن جده على زين العابدين عن أبيه الحسين عن أبيه على بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مائدة وضعت فحضر عليها من اسمه محمد أو أحمد إلا قدس ذلك المنزل في كل يوم مرتين
رقم ( 24 ) :
أخبرنا عبد الله بن محمد بن رضوان ثنا أحمد بن محمد بن الحصين الإستراباذي ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد بن خلاد ثنا عبد الرحمن بن محمود بن جبلة حدثتنا زبيدة بنت سعد قالت حدثتنى أم كلثوم بنت قطبة عن أمها جليلة بنت عبد الجليل قالت قلت : يا رسول الله أنا أمراة لا يعيش لها ولد فما تأمرنى فقال اجعلي لله عليك أن تسميه محمدا فإنه يعيش قالت ففعلت فعاش فما أهل بيت أكثر منه
رقم ( 25 ) :
حدثنا أبو يعقوب بن يوسف بن علي بن يحيى الفراوي ثنا أبو بكر أحمد بن شاذان البزاز ببغداد ثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عامر الطائى ثنا أبى ثنا علي بن موسى الرضى عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه وأوسعوا له المجلس ولا تقبحوا له وجها
رقم ( 26 ) :
حدثنا أبو العباس جعفر بن محمد الوراق ثنا محمد بن علي بن الحسن ثنا عبد المؤمن بن خلف ثنا جدي الطفيل بن زيد وثنا نصر بن عبد الكريم ثنا محمد بن الفضل عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال ما من امرأة حبلى جعلت في نفسها إن ولد لها غلاما أن تسميه محمدا إلا ولدت غلاما وما من أهل بيت فيهم اسم محمد إلا لم يزالوا يتعارجون ما دام بين أظهرهم
كلمة الخاتمة لكتاب بن بكير :
بحمد الله آخر ما أردت جمعه والحمد لله رب العالمين وكان الفراغ منه عند آذان العصر يوم الجمعة لسبع بقين من صفر سنة ست وثلاثين وألف سنة برباط الماوردية بالجانب الغربي من المسجد الحرام على يد كاتب لنفسه والراجى نفعه بعد موته على بن عيسى بن محمد بن أحمد الشريف كان الله له ولوالديه ولقرابته ولأسلافه ولخدمه وللأحبة ولجميع المسلمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
الوصف الكامل للنبي صلى الله عليه وسلم
الوصف العـــــــام :
( 1 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض اللون ، بياض يميل إلى الحمرة ويتشرب لونه صلى الله عليه وسلم بالسمرة إذا تعرض لحرارة الشمس الشديدة .
( 2 ) ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قصيرا ولا طويلا ولكنه كان أقرب إلى الطول ، فطوله فوق الوسط .
( 3 ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، متناسب ومتناسق الأعضاء ، ضخما متماسك الجسم من غير سمنة ولا شحوم فى جلده .
( 4 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير العرق ، وكانت رائحة عرقه أطيب من المسك ، وكان بعض الصحابة يجمعون عرقه فى قوارير ويتطيبون به ، ويزداد تعرقه إذا نزل عليه الوحي فيقطر منه كاللؤلؤ وإن كان فى الشتاء البارد . وروت السيدة عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله وكنت أغزل قالت : فنظرت إليه فجعل جبينه يعرق وجعل عرقه يتولد نورا قالت: فبُهِتُّ، فنظر إلي فقال : ما لَكِ بُهِتِّ؟ فقلت: يا رسول الله نظرت إليك فجعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولد نورا ولو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره قال وما يقول يا عائشة أبو كبير الهذلي قلت : يقول هذين البيتين:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه * برقت كبرق العارض المتهلل
قال فوضع صلى الله عليه وسلم ما كان بيده وقام إلي وقبل ما بين عيني وقال : جزاك الله خيرا يا عائشة ما سررت مني كسروري منك.
( 5 ) يتميز النبي صلى الله عليه وسلم ببرودة شديدة فى كفيه وقدميه حتى أنه إذا وضع يده على شخص يشعر ببرد كف النبي صلى الله عليه وسلم على كبده أو يافوخه .
الوصــف التفصيلي :
( 1 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم جميل الوجه نبيلا مهابا
- وكان ضخم الرأس
- عريض الجبهة
- وكان في وجه النبي صلى الله عليه وسلم تدوير مع طول فى الخدين ، و كان أصحابه يشبهون وجهه بالقمر ليلة البدر .
( 2 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم كبير العينين
- ورموش عينيه طويلة
- وحاجبيه غزيرين وطويلين ومتقوسين ، يكادان يقترنا من شدة طولهما
- وبين الحاجبين عرق يمتلئ بالدم إذا غضب
- وكانت عيناه صلى الله عليه وسلم شديدتا السواد من غير كحل
- ويخالط بياض عينيه بعض الإحمرار.
( 3 ) وكان صلى الله عليه وسلم شديد سواد الشعر
- وكان شعره سبيبيا طويلا غزيرا يتدلى أحيانا فيكاد يمس كتفيه الشريفين
- وكان أولا يسرح شعره الى الأمام وينزله على ناصيته مخالفة للمشركين ، ثم ترك ذلك .
- ثم أصبح يسرح شعره فيشقه من وسط الرأس فينزل نصفه إلى جهته اليمنى والنصف الثاني إلى جهته اليسرى.
- وربما سرحه فى شكل أربعة ضفائر وهى الهيئة التى فتح بها مكة المكرمة
- وربما كانت تسرح له زوجاته مثل عائشة وزينب بنت جحش .
( 4 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم متناسق الأذنين
- مستوى الخدين أبيضهما
- وكان فمه صلى الله عليه وسلم كبيرا من غير إفراط
- وإذا تمضمض خرج الماء من فمه أطيب من المسك
- وشبه أصحابه رضى الله عنهم أسنانه بالثلج واللؤلؤ من شدة بياضها ورونقها
- وأسنانه الأمامية صلى الله عليه وسلم كبيرة ومفلجة
- وقد كسرت سنه المجاورة للناب فى شمال الفك الأسفل ( الرباعية ) فى غزوة أحد والتى أصيب فيها أيضا بإصابات أخرى .
( 5 ) كانت شيبات النبي صلى الله عليه وسلم لا تجاوز العشرين شيبة
- وكان بعض شيبه فى مقدمة رأسه
- وشيبات تحت شفتة السفلى
- وبعض الشيب في لحيته
- وقد كان يصبغها أحيانا بالحناء وأحيانا بالكتم وهو صبغة تميل للحمرة ، وغالبا ما كان يدع صبغ شيبه .
- وإذا أدهن رأسه أو تطيب بطيب فيه لونه أصفر، لا ترى له شيبة ، وإذا شعث رأسه وأصبح خاليا من الزيت ترى الشيبات واضحة للعين .
( 6 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم طويل ودقيق الأنف مع إرتفاع فى مقدمة الأنف عن قصبة الأنف وحدب في وسطها .
( 7 ) كان صلى الله عليه وسلم كثيف ومستدير شعر اللحية من غير طول وربما سرحها فى اليوم مرتين ، وكان يقص من شاربه ويحفه .
( 8 ) كان عنق النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بإبريق الفضة في الاعتدال ، وظرف الشكل وحسن الهيئة والكمال والإشراق والجمال .
( 9 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم عريض الصدر
- وله شعر دقيق نابت أعلى الصدر
- ويمتد الشعر فى شكل خط رقيق من الصدر إلى السرة
- وذراعيه وساقيه مليئة بالشعر وكتفيه أيضا
- ولم ينبت له شعر في الثديين والبطن
- وكان صلى الله عليه وسلم ضامر البطن والحشا
- ولم تكن بطنه متكرشة وإنما كانت مساوية لصدره .
- وكان واسع الخاصرتين
( 10 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم عريض الظهر والمنكبين
- وكان شديد بياض الإبطين
- ويقال أنه إختص بعدم وجود شعر أوسواد في إبطيه
- ويوجد في ظهره خاتم النبوة في حجم بيضة الحمامة ولكن من نفس لحم الجسم
- ويوجد بالخاتم شامات سوداء ويقال أنه مكتوب فيه ( محمد رسول الله ) ويقال مكتوب ( سر فأنت المنصور ) ويقال غير ذلك
- ويوجد الخاتم عند قضروف كتفه اليسرى في ظهره .
- وروى البيهقي بسند ضعيف عن أسماء بنت عميس : أن خاتم النبوة قد رفع من ظهر النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ،وأنهم تيقنوا من موته صلى الله عليه وسلم بهذه العلامة .
( 11 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم رؤوس العظام و ملتقى كل عظمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين ، قوي العضلات
- وكان طويل الذراعين
- قوي الكفين مع نعومة فيهما .
( 12 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم رحب الكفين
- وأصابعه طويلة كأنها قضبان الفضة
- ومما إختصه الله تعالى به طول أصبعه السبابة ( المشيرة ) على بقية أصابعه ويقال أيضا طول سبابة قدميه .
( 13 ) وكان صلى الله عليه وسلم ضخم الساقين
- ضخم القدمين
- وإذا وضع قدميه على الأرض لا يمس أوسط قدمه الأرض
- وكانت أقدامه الشريفه ملساء ناعمة من غير تشقق فى جلدهما .
الزي النبوي
( 1 ) كانت ملابسه صلى الله عليه وسلم من القطن و الكتان و الصوف
- وكانت الملابس تنتج في الشام أو مصر أو اليمن وعمان
- وكانت ألوانها بيضاء ومخططة بالأحمروالأخضر
- ولبس النبي صلى الله عليه وسلم الجلابية وكانت أحب الملابس إليه وكان كمها إلى الرسغين وطولها لا يصل إلى الكعبين ، ولبس العباءة والحلة وهي الرداء والإزار والجبة والسراويل ، والفرجية والقباء ( القباء والفرجية كلاهما ثوب ضيق الكمين والوسط مشقوق من خلفه، يلبس في السفر والحرب، لأنه أعون على الحركة )
- وكان إذا إحتاج لثوب استعاره من أحد أصحابه
- وكان إذا احتاج لثوب استدانه إن لم يملك ثمنه .
- وكان إذا إمتلك ثوبا جديدا سماه باسمه، قميصا أو عمامة أو رداء، ثم يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك من خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له .
- وكانت أحب الملابس إليه الموشاة المخططة .
( 2 ) لبس النبي صلى الله عليه وسلم العمامة على رأسه (طولها ثلاثة أمتار وثلاثة وعشرين سنتمترا وأربعة مليميتر وعرضها ستة وأربعين سنتيمترا ومليميترين ) وكانت عمامته سوداء وإسمها السحاب ويقال إنه أهداها لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه .
- ولبس العمامة بطاقية ( قلنسوة ) وبدون طاقية
- وكان ربما يلبس الطاقية بدون عمامة
- وكانت له طاقية بيضاء وأخرى يمانية مخططة وثالثة ذات آذان يلبسها للحرب
- وكانت عمامته سوداء .
- وكان غالبا ما يرخى طرفها بين كتفيه الشريفين وهذه لبسة جبريل للعمامة ، وربما لف جزء منها تحت حنكه الشريف . وكثيرا ما كان يغطي رأسه ويتقنع بلف قماش أو غطاء على رأسه
- وكان أحيانا يلبس الشال على كتفيه .
- وربما لبس العصابة وشدها على رأسه وعلى جبهته إذا لم يجد العمامة ، أو كان به مرض ، وكان يربط العصابة ويشد بها على بطنه عند شدة الجوع .
- وكان كثيرا ما يتقنع بلبس شال أو عمامة فيضعها على رأسه من غير لف ويغطي بها معظم وجهه ، وقد يكون ذلك من حر أو برد ، وقال بعض العلماء : بل حياءا من الله لأنه عرفه حق المعرفة .
( 3 ) لبس النبي صلى الله عليه وسلم النعال الخفيفة من جلود البقر المدبوغة بالقرض ، ولا شعر فيها ولها سيور ( شباشب )
- ولبس أيضا الخف ( مراكيب الجلد ) في السفر غالبا ، وأمر بالمسح عليه في الوضوء.
- وكان عبد الله بن مسعود يلبس النبي صلى الله عليه وسلم نعاله ، وعندما يصل النبي صلى الله عليه وسلم لمجلسه ويخلع شبشبه ، يلبسه ابن مسعود فى يديه .
- وكان يلبس الجوارب
( 4 ) كان للنبي صلى الله عليه وسلم عصا صغيرة ، تأسيا بسيدنا إبراهيم الخليل ، وكان يحملها ويمشي أمامه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوكأ عليها
- ويخطب عليها
- وينكت بها على الأرض
- ويساوى بها الصفوف في القتال
- ويشير بها
- وكانت عصاه من شجر الشوحط وهو شجر ينبت فى سهول الجبال
- وتوارث عصاه الخلفاء الراشدون من بعده ، إلى أن اختطفها جهجاه الغفاري من يد سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه يوم الفتنة وكسرها على ركبته ، فما حال عليه الحول حتى تورمت يده وتعفنت ومات بسبب ذلك .
( 5 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس خاتما حبشيا من فضة
- وكان يلبسه فى أصبعه الصغير من يده اليمنى ( الخنصر )
- وكان لخاتمه فص من زبرجد أو عقيق
- وكان يلبسه بحيث يجعل فص الخاتم إلى باطن كفه
- ونقش فيه : محمد رسول الله
- وكان يختم به خطاباته للملوك
- وكان إذا دخل الخلاء خلعه من أصبعه
- وورثه بعده أبوبكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب ومن بعده عثمان بن عفان رضى الله عنهم أجمعين
- إلا ان الخاتم قد سقط من يد عثمان بن عفان في بئر أريس بالقرب من قباء بالمدينة ولم يستطيعوا إخراجه .
( 6 ) كان للنبي صلى الله عليه وسلم منديل أو نشافة أوخرقة يجفف بها الماء ويتنشف بها إذا إغتسل أو توضأ .
النظافة النبوية
( 1 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحم و يغتسل بالماء
- ويدلك جسمه في الغسل بالخطمي والأشنان ( وهى أوراق شجر جميل الرائحة ، تعالج بصورة معينة وتكون معينة للنظافة الشديدة )
- وكان يحب الاغتسال بالماء الحار
- ولا يسرف فى ماء الغسل ( ثمانية أرطال )
- وكان يغتسل للجنابة وللجمعة وللعيدين ، ويوم عرفة
- وكان له إناء يغتسل منه وربما اغتسل بقصعة العجين .
( 2 ) وكان صلى الله عليه وسلم يحلق شعره
- ويوزع ما حلق من شعره على أصحابه
- ويسرح شعره ويدهنه بزيت الزيتون وربما يوما بعد يوم
- وربما كان الزيت يقطر من رأسه فيملأ ثيابه
- وكانت له مرآة تسمى المدلة .
( 3 ) وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحلة شامية أهداها له المقوقس ملك مصر :
- يكحل منها عينيه قبل النوم ثلاث مرات بكحل الأثمد
- لجلاء البصر وإنبات الشعر
- كما أهدى له المقوقس : مشط ومرآة
( 4 ) وكان يحب السواك ويكثر منه :
- وكان يستاك بعود بالزيتون ويسميه سواك الأنبياء ويستاك بجريد النخل وعود الأراك :
- وكان يستاك بباقي وضوئه
- وكان عبد الله بن مسعود هو المسئول عن مسواكه
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسوك لسانه حتى يقول هاع هاع
- وكان يستاك آخر النهار
- وأول ما يبدأ به إذا دخل بيته
- ويستاك في الليلة مرارا
( 5 ) وكان يقص أظافره ويحف شاربه ، وربما فعل ذلك لصلاة الجمعة والاحرام .
( 6 ) وكان يقضى حاجته نهارا أو ليلا فى الخلاء
- ربما إبتعد للخلاء إلى ميلين في مكة
- وكان يستتر بسترة أو بالشجر: نخيل وغيره ، أو بحجارة أو بسواد الليل
- وكان لا يستقبل القبلة للغائط
- وكان يستنجي من الغائط بالماء ، وكان لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض
( 7 ) وكان له قدح من خشب يبول فيه فى بيته ليلا ، وكان يبول قاعدا ، وكان يبول واقفا للضرورة .
( 8 ) كان يحب الطيب والرائحة الطيبة
- ويكره الروائح الرديئة
- وكانت له سكة ( علبة ) يضع فيه الطيب ،وكان يتطيب منها متى أراد
- وكان يتطيب بالمسك
- ويتضمخ بأغلى الروائح
- وكان يطيب مفرق رأسه ولحيته
- وكان الطيب يرى فى رأسه
- وكان يحب روائح النباتات الطيبة كالريحان
- وكان لا يرد الطيب إذا أهدي إليه
- وكان يتبخر بعود الصندل الهندي وربما وضع معه بعض الكافور.
- وكان يعرف أنه كان موجودا فى هذا المكان بطيب رائحة المكان بعد ذهابه
- ولم تشم منه قط رائحة رديئة ويقال حتى الأرض التي كان يتخلى فيها تخرج منها الروائح الطيبة .
( 9 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد البصاق
- بزق تحت قدمه اليسرى
- وكان إذا إمتخط ، تمخط في ثوبه ودلكه إن كان في الصلاة
- وكان إذا تنخم دفن نخامته بقدمه اليسرى ودلكها بالأرض
- وفي حديث عروة أن أصحابه كانوا يتدلكون بنخامته
- وكان إذا أخذته سعلة وهو في الصلاة ركع .
- و كان يفرك المني من ثوبه بعود من نبات الأذخر وهو نبات طيب الرائحة ، ويحته من ثوبه يابساً ثم يصلي فيه أو كان يغسل ثوبه .
- و كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته .
من الأدب النبوي : في الأكل والشرب والنوم
( 1 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ما يجده من طعام، ولا يتكلف طعاما بعينه ،ولا يتشهاه . وكان يأكل اللحم ويعجبه منه الزند والكتفين ويحب الثريد وهو فتة اللحم ،ويكره من اللحم ما كان قريبا من النجاسات مثل الكمونية والكليتين . وأكل لحم الضأن والإبل ، وأكل لحم الحوت والأرنب والدجاج وطيرالحبارى ، وأكل الكبد المشوية ،ولحم الربيت الناتج من تسخين الشحوم ،وأكل الخبز بالخل ، وأكل لحم الحمار الوحشي ، وكان يحب القرع والشواء ، وأكل الجبنة ،وأكل الخزيرة وهي لحمة بالشوربة يوضع فيها الدقيق وتصنع مثل العصيدة ، وأكل القديد وهو اللحم المجفف ، والمرق وهو الشوربة ، وكان يأكل الرطب بالبطيخ والعنب والحلوى والعسل . وكان يحب الحيس وهو يصنع من عصيدة التمر المخلوطة بالسمن واللبن المجفف ،وكان يأكل التمر المصنوع مع الخبز .
وكان أيضا تمر عليه الأيام لا يجد فيها حتى التمر الردئ ليسد به جوعه وجوع أهله ، فيتلوى من الجوع ويربط الحجر و الحجرين على بطنه ، وربما أكل مع صحابته ورق الشجر حتى يتقرح فمه الشريف. ولم يشبع من الخبز ثلاث أيام متتاليه أو جمع بين غداء وعشاء في يوم واحد حتى لقي الله ، وكان يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها، ولم يأكل على تربيزة قط وإنما كان يضع طعامه على الأرض ربما جلس للأكل على ركبتيه وجلس على ظهر قدميه وربما نصب رجله اليمنى وجلس على اليسرى ، ويقول إنما أنا عبد لا آكل إلا كما يأكل العبد . ولم يجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين سمك ولبن ولا غذائين حارين على المعدة ، ولا بين شواء وطبيخ ولم يكن ياكل الطعام حارا ولا يبرده بالنفخ ، ولا يأكل طبيخا بايتا حتى لو سخن له ، وكان يأمر بالعشاء ولو بكف تمر ، ولم يذم طعاما قط ،كان إذا أعجبه أكله وإن لم يعجبه تركه ، وكان إذا دخل بيته قال: هل عندكم طعام؟ فإذا قيل: لا، قال إني صائم ، وكان لا يدخر شيئا للغد .
( 2 ) وكان صلى الله عليه وسلم يشرب اللبن ممزوجا بالماء ، ويحب شراب الماء البارد العذب من الآبار والعيون ، وكان ربما يمزج الماء بالعسل أو ينقعه فى التمر والزبيب ، وكان يشرب قائما وقاعدا ، وشرب وهو راكب على الدابة ، ونهى عن الشرب من الاناء بدون كوب ،. وكان كوبه من خشب وفيه يد من الحديد وشرب بفم القربة ، وكان لا يشرب الماء بنفس واحد ، ولا يتنفس في الإناء ، ويحب شراب الماء البايت في القربة لأن المواد الضارة تترسب أسفل القربة .
( 3 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل مع العبد والمسكين والمجذوم والخادم ، ويذكر اسم الله قبل الأكل ويحمده بعده ، وكان يلعق أصابعه بعد الأكل قبل أن يمسحها بالمنديل أو يغسل يده ، إن كان في الأكل دسما ، وذلك طلبا لبركة الطعام ، وكان أيضا يمضمض فمه إذا كان في الأكل دسومة ، وكان يأكل بيمينه .
( 4 ) كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ ،ومن خصائصه أنه لم يتثائب قط ، ولم يحتلم قط ، وكان سريره خشبات مشدودة بالليف بيعت في زمن بني أمية فاشتراها رجل بأربعة آلاف درهم. وكان ينام على الحصير حتى يؤثر على جنبه ، ,واحيانا ينوم على ثوب غليظ من الشعر يكون بساطا بالنهار وبالليل فراشا ، وكان ينام على شقه الأيمن ،ويفترش ذراعه أو كفه ، وكان يقوم من الليل مرتين وينوم مرتين ، و كان إذا نام نفخ ويكون له غطيط ، وكانت وسادته من جلد محشو بالليف وفى حديث عائشة أنه كان ينام وهو واضع رأسه الشريف فى فخذها فى السفر، وكان يستلقى فى المسجد على ظهره ويضع رجلا على رجل ، وكان إذا نام لا يوقظه أحد إلا أن يوقظه بلال للصلاة .و كان يتغطى بقطيفة ، وقد فرشت له فى قبره بعد وفاته ، وكان عندما ينام يخلع الرداء وينام بالإزار ، وكان يتغطى هو وزوجه بالغطاء الواحد وكان غطاءه ( أربعة عشر ذراعا ) وكانت تعجبه الرؤيا الحسنة في المنام .
من الأدب النبوي : فى النظر و الكلام والمشي والجلوس :
( 1 ) كان النبي خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، ويلحظ الأشياء والأحياء بطرف عينيه مما يلي الصدغين ولا ينظر إليها مباشرة ، وكانت له خاصية أنه صلى الله عليه وسلم يرى من وراء ظهره .
( 2 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم طويل السكوت دائم الصمت ، لا يتكلم في غير حاجة ، وكان كلامه ترتيلا فصيحا بليغا يتكلم بجوامع الكلم ،ويتكلم مع كل ذى لغة بلغته خاصة أهل البادية ، عذب الألفاظ ، يقول الكلمات ذوات العدد ، وكان في صوته بحة وأعذب ما تكون عند قراءة القرآن ، وكان عندما يتكلم يخرج النور من بين أسنانه ، ومن معجزاته في منى أن الله قد فتح له الأسماع فسمعه كل من كان بها . وكان على بن أبي طالب يبلغ عنه فى الخطابة إذا لم يسمع الناس صوته . ويبلغ عنه أبوبكر في الصلاة إذا كان مريضا . وكان صوته يضعف أحيانا من شدة الجوع . كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه ، وكان في الحرب يخطب وهو متوكأ على القوس وفى خطبة الجمعة يتوكأ على عصاته .
( 3 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم سريع المشي واسع الخطا ، يتعب من يمشي معه وهو غير متعب ، كأنما تطوى له الأرض من تحته ، وكان إذا مشى وضع رجله كلها على الأرض ثم يرفعها ، ويمشي كأنه ينزل من أرض مرتفعة إلى أرض منحدرة ، وكان لا يتلفت إلى خلفه إذا مشى فى الطريق ، وإذا إلتفت إلتفت بكل جسمه ولا يلتفت برأسه ، وكان أصحابه يمشون أمامه ويتركون ظهره للملائكة ، وكان يذهب ماشيا لدفن الجنائز ، وعيادة المرضى والزيارات، و كان إذا أتى باب قوم لا ينظر إلى الباب بوجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم . وكان يمشي أحيانا إلى قباء ( مسافة ميلين ) ويمشي إلى مصلى العيدين . وكانت له صلى الله عليه وسلم ناقه تسمى ( القصواء ) وهي التي هاجر بها ، وكان يسافر بها وكانت تفوز بالسباقات ، وبغلته الشهباء وإسهما ( دلدل ) التى شهد بها حنين وقد أهداها له الملك يوحنا، وحماره ( يعفور ) وفرس أسود أغـر يسمى ( السكب ) وهو أول فرس غزا عليه .
( 5 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس على الأرض متربعا ، وكان يجلس القرفصاء وهو أن يشد ساقيه مع ظهره بيديه ، أو كان يجلس مقعيا فيجلس على الكعبين ويضع الركبتان على الأرض ، وله جلسات أخرى للصلاة والطعام وغيرها ، وكان صلى الله عليه وسلم يجلس أحيانا متكأ مع أصحابه . ولكي يعرف من بين الجالسين إذا أتاه الغريب بنى له أصحابه رضى الله عنهم أجمعين ( مصطبة من الطين ) ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عليها ويجلس أصحابه بجانبيها .
من الأدب النبوي : في الأدب والمجالسة
( 1 ) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، ولا يجلس في مكان معين ، وإذا ذهب إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ،وكان عندما يتكلم يشير بيده ، ويعدل بين جلسائه في الاهتمام ،فيحسب كل واحد منهم أنه لا يوجد أحدً أكرم عليه منه، وكل من جلس مع النبي صلى الله عليه وسلم صبرالنبي صلى الله عليه وسلم ، عليه حتى يقضي غرضه وينصرف هو ، ومن سأله حاجة أعطاها له أواعتذر له بجميل القول . وقد وسع الناس منه بسطة خلقه، فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس، جلس إليه أصحابه مستديرين في شكل حلقات ، وكان أبغض الأخلاق إليه الكذب وكان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة.
( 2 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق لين الجانب ، يتغافل عما لا يشتهى ، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكبار وما لا يعنيه، وترك نفسه من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده، إذا تكلم أنصتوا له حتى يفرغ. وكان يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الهفوة في كلامه وأسئلته،ويقول لأصحابه: إذا رأيتم طالب الحاجة فأرشدوه. ولا يقطع على أحد حديثه حتى ينتهى من كلامه. وكان إذا تكلم أصحابه فأكثروا الكلام تبسم ، وكان يحب سماع تلاوة القرآن من غيره .
( 3 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره التوسع في الكلام ، وكان يخزن لسانه إلا ما كان يعني أصحابه ، ويؤلفهم ولا يفرقهم، ويدعوا الرجل بأحب أسمائه إليه ، ويكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يبيت شرا لأحد منهم ، يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل عن أصحابه مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة، وكان يحب الفأل الحسن ويكره التشاؤم .
( 4 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء وما مست يده يد إمرأة إلا إمرأة يملكها ، ولا يصافح المشركين ولا يكنيهم ولا يرحب بهم ، وكان يصافح أصحابه بيده عندما يلقاهم ولا يسحب يده حتى يسحب الآخر يده ، وكان يعانق من يحب وربما قبل جبهته إذا قدم من سفر . وعانـق جعفر الطيار ، وعلى بن ابي طالب ، وعكرمة بن أبي جهل ، وعثمان بن عفان ، وزيد بن حارثة ، والحسن وحسين وفاطمة .
من الأدب النبوي : مع الصحابة وآل البيت
( 1 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم بساما ضحوكا ، وكان أحيانا يضحك حتى تظهر ضروسه ، ولكنه لا يسترسل في الضحك ، وكان يمزح مع أصحابه ويداعبهم و لا يقول إلا حقا ، ويحتضن من يحب منهم ، وعندما يكون مسرورا يبدو وجهه كقطعة القمر ، ولكنه كان دائم الأحزان ، طويل الفكر ، إذا غضب تغير لون وجهه واحمر وامتلئ العرق بين حاجبيه بالدم ،وكان عذبا رقيق الفؤاد يبكي حتى تسقط دموعه على وجهه ، وكان يبكي عند سماع القرآن ، وعند موت الأحبة ، وخوفا على أمته من العذاب .
( 2 ) وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم جميل العشرة، دائم البشر؛ يداعب نساءه ؛ ويتلطف بهم ويوسعهم نفقته، ويضاحكهم حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي اللّه عنها يتودد إليها بذلك، ويجمع نساءه كل ليلة في بيت صاحبة النوبة التى عندها فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان عند النوم يتغطى مع زوجته بغطاء واحد ،وكان يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام، يؤانسهم بذلك صلى اللّه عليه وسلم،وكان بلال هو المسئول عن شئون النفقة على بيوته .
( 3 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل نساءه ، ويقبل إبنته السيدة فاطمة وإبنه إبراهيم ، والحسن والحسين ، وقبل جبهة جعفر الطيار، ، وعانقه عند قدومه من الحبشة ، وقبل عثمان بن مظعون وهو ميت ، وزيد بن حارثة وإبنه أسامة .
( 4 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح الأطفال ويباسطهم ويرقص الحسن والحسين وينشد لهما ويمص لسانهما ويحملهما على عاتقه ، وكان الطفل يبول عليه فلا يقطع بوله ،وكان يضاحك الحسين ويلعب بالجري معه حتى يقبضه ، وكان يمسح مخاط أسامة بن زيد ويغسل وجهه ويقبله ويقول : لو كان أسامة جارية لزيناه وجهزناه وحببناه إلى الأزواج ،وكان أسامة وقت ذاك مصابا بالجدري وكان طفلا أسود اللون . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت زينب وهو يصلي بهم الفريضة ، وقال لأنس بن مالك : يا ذا الأذنين ، ورجز لفطيم بن مالك يا أبا عمير ماذا فعل النغير ،و كان يلاعب زينب بنت أم سلمة، ويقول: يا زوينب، يا زوينب، مرارا ويقول أنس ، ارسلني النبي صلى الله عليه وسلم ، فذهبت ألعب مع الصبيان في السوق ، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبض بقفاي من ورائي فنظرت إليه وهو يضحك فقال: أنيس ذهبت حيث أمرتك قلت: نعم أنا ذاهب .
من الأدب النبوي : في والتواضع والحياء والشجاعة
( 1 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة العبد، و كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم ، كان يؤتى بالصبيان فيدعو لهم ،ويبارك عليهم ويطعمهم التمر الممزوج بريقه ، فيكون ريق النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يدخل بطن الطفل. وكان يقول لخادمه : ألك حاجة ، وكان يمشي بقدميه إلى جوار الراكب على فرسه وكان يركب الحمار.
وكان يوم بني قريظة يركب على حمار لجامه حبل من ليف وبردعته من ليف، وكان يدعى الي خبز الشعير و( الربيت ) فيجيب الدعوة . وحج على رحل رث وعليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم فقال : اللهم أجعله حجا لا رياء فيه ولاسمعة . وعندما فتحت له مكة ودخلها بجيوش المسلمين طأطأ رأسه على رحله حتى كاد وجهه الشريف يمس ظهر دابته تواضعا لله تعالى . وكان يساعد زوجاته في البيت، و يحلب شاته ويرقع ثوبه ويخصف نعله ويخدم نفسه ، وينظف البيت ، ويعقل البعير ويعلفه ، ويأكل مع الخادم ويعجن معها ويحمل بضاعته من السوق . وعن انس : إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت حتى تقضي حاجتها . وقال لرجل إرتجف من هيبته هون عليك انما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ( اللحم المجفف ) .
( 2 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءا من العذراء في خدرها ، وكان أصبر الناس على أقذار الناس وإزعاجهم ، وكان صلى الله عليه وسلم يسبق من لقيه من أصحابه بالسلام ، ويسلم على النساء والصبيان تأديباً لهم وتعليماً لمعالم الدين ورسوم الشريعة ، وإذا سلم عليه أحد رد عليه كتحيته أو بأحسن منها ولم يرد على أحد السلام بإشارة من يده أو برأسه ، وكان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسح على رأسه ودعا له .
وكان يحب لله ويبغض لله ، ولم يغضب لنفسه قط ، وكان يحب أن يظهر العبد نعمة الله عليه ويكره البؤس والتباؤس ،
( 3 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس صورة وسيرة ، وأجود الناس بكل ما ينفع ، و كان أكملهم شرفاً وأيقظهم قلباً وألطفهم طبعاً وأعدلهم مزاجاً وجديرا بأن يكون أسمحهم صلة وأنداهم يداً وكان أشجع الناس و أقواهم قلباً وأجودهم في الحرب و البأس فكان الشجاع منهم الذي يلوذ بجانبه عند التحام الحرب وما ولى قط منهزماً ولا تحدث أحد عنه بفرار ، وقد جمع صفات القوى كلها، واكتساب الفضائل وتجنب الرذائل والجود وأمهات الأخلاق الفاضلة.
من الأدب النبوي : الحزن والفكاهة
( 1 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل الصمت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فضل لا فضول، ولا تقصير، دمث الخلق ليس بالجافي ، يعظم النعمة وإن دقت، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا نوزع الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء ، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحة اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا ضحك غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام ( بياض ولمعان الأسنان ) .
( 2 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم من أفكه الناس أي من أمزحهم إذا خلا بنحو أهله،وقالت السيدة عائشة : إني لطخت وجه سودة بحريرة ، ولطخت سودة وجه عائشة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضحك ( والحريرة هى الحساء المصنوع من البن والدقيق )
وأتى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ليعطيه دابة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا حاملوك على ولد ناقة فقال يا رسول الله ما أصنع بولد ناقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تلد الابل إلا النوق. واستأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا على رسول الله فلما دخل تناولها ليلطمها وقال ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه وخرج أبو بكر مغضبا فقال رسول الله حين خرج أبو بكر كيف رأيتني أنقذتك من الرجل . وعن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا يهدي النبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلا دميما فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره فقال أرسلني من هذا فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري العبد فقال يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكن عند الله أنت غال . وعن عائشة قالت حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ذات ليلة حديثا فقالت امرأة منهن يا رسول الله كأن الحديث حديث خرافة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرين ما خرافة إن خرافة كان رجلا من عذرة أسرته الجن في الجاهلية فمكث فيهم دهرا طويلا ثم ردوه إلى الانس فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب فقال الناس حديث خرافة. وأتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ادع لي أن يدخلني الله الجنة قال يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز فولت العجوز تبكي فقال أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز فان الله تعالى يقول إنا إنشأناهن إنشاء فجعلناهن إبكارا، و قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا قال إني لا أقول إلا حقا تداعبنا يعني تمازحنا .
( 3 ) حديث زيد بن أسلم: في قوله لامرأة يقال لها أم أيمن قالت إن زوجي يدعوك قال "ومن هو أهو الذي بعينه بياض؟ " قالت: والله ما بعينه بياض! فقال "بلى إن بعينه بياضا" فقالت: لا والله، فقال صلى الله عليه وسلم "ما من أحد إلا وبعينه بياض" وأراد به البياض المحيط بالحدقة.
( 4 ) كان النبي صلى الله عليه وسلم يبهج أصحابه ويداعبهم ويمازح النساء والعجزة ،وكان يرخم اسماءهم ويدللها ويطلق عليهم الألقاب المحببة مثل : أبا هر ، وأبا تراب ، وعائش ، وكان يعود المرضى ويشيع الجنائز ، ويجيب دعواتهم، وكان يستدين ليطعم ضيفه ويكسوه الملابس .
الأدب النبوي : في المرض والاستشفاء
كان النبي صلى الله عليه وسلم يمرض بالحمى والصداع النصفى والجروح والرمد ، وربما مكث اليومين مريضا لا يخرج للناس ، وكان يمرض بمقدار وجع إثنين من الرجال وذلك لنبوته ومقامه العظيم ، وكان يستشفي بالقرآن الكريم يقرأ المعوذتين وينفث ويمسح بهما جسمه ويرقيه جبريل وترقيه السيدة عائشة ،ويستشفي بالأعشاب ، والدواء ، ويتحرز بالطب الوقائي . وكان يعالج الحمى بالماء البارد ، ويستشفي بالحجامة ، ويستشفي بالأذكار وبالصلاة وعسل النحل .
هـــيئة نــــزول الـوحــــــــي
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي نكس رأسه ونكس أصحابه رؤوسهم؛ فإذا أقلع عنه رفع رأسه ، وكان إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربد وجهه وأغمض عينيه ،وكان إذا نزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل ، وكان إذا نزل عليه الوحي ثقل لذلك وتحدر جبينه عرقا كأنه جمان، وإن كان في البرد ، وكان الوحي يأتيه مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليه، فيفصم عنه وقد وعي ما قال، وأحيانا يتمثل له جبريل رجلا في شكل دحية الكلبي أو غيره فيكلمه فيعي ما يقول.
خامسا : وصف أبي هالة للنبي صلى الله عليه وسلم :
وعن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي ( أخ لفاطمة الزهراء من أمها السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنهم أجمعين ) - وكان وصافاً - عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال:
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، وأطول من المربوع، وأقصر من المشذب [عظيم الهامة] رجل الشعر، إذا تفرقت عقيصته فرق وإلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمنة في صفاء الفضة، معتدل الخلق بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين